ما سبب وجودنا على هذه الارض، لماذا نحن هنا، هل كل ما حولنا وجد لخدمتنا؟ هل نحن البشر موجودين لخدمة غرض سامي او قوة فوقية؟ الاجابة العلمية هي قطعا لا. هذا هو الجواب المقدم في مقالة نيويورك تايمز الأخيرة " إن الكون لا يهتم بغايتك"، ( المصدر هنا ) وأيضا من قبل الفيزيائي لورانس كراوس في كتابه الأخير ( المصدر هنا ) . وفقا لكراوس ، أن وجودنا وتطونا على هذا الكوكب هي مجرد "حادث كوني" ، والناس الذين يعتقدون خلاف ذلك ربما يعانون من نوع من الوهم الديني .
منذ ان طورت جيناتنا قدرتنا على التخيل واحساسنا بكياننا وتفردنا اصبحنا نطرح اسئلة ونبحث عن اجابات حتى لو كانت اسئلة لا منطقية . ما الغاية من وجودنا هو احد هذه الاسئلة. بما ان الحياة لا تمتلك وعي بذاتها فطرح اسئلة من قبيل ما هو المعنى او الهدف من الحياة هو سؤال خاطئ باساس.
في عمله الكلاسيكي الجين الأناني ( المصدر هنا ) ، وصف عالم الاحياء التطوري ريتشارد دوكينز كيف صممتنا جيناتنا (من خلال عملية الانتقاء الطبيعي الاعمى) لنكون "آلات البيولوجيا الضامنة لبقاءها" ولنقلها من جيل الى جيل. جوهر الفكرة هي أن الجينات، وليس الكائنات الفردية، هي الوحدة الأساسية للاختيار الطبيعي. وعلاوة على ذلك، الاولوية هي بقاء وانتشار هذه الجينات من خلال التزاوج، وليس رفاهية الكائن المضيف (إلا أنه قد يؤثر على العملية). " ينظر إلى كل جين على أنه يسعى لتحقيق مصلحته الذاتية وفقا لاجندة واعتبارات مرتبطة بحمضنا النووي "هذا ما يسمى مبدأ الاهداف الانانية. دوكينز 1976/2006 .
في
الواقع تحديد اهدافك في الحياة لا يخرج من اطار "وهم الاختيار" فمساعدة
الاخرين والحصول على البكالوريوس وعلى وظيفة براتب جيد او اجاد امراة مناسبة لزواج وانجاب الاولاد
وتربيتهم فان هذه الاهداف كلها تصب في مسار الحياة. في التنافس من اجل
البقاء والتكاثر لضمان بقاء جيناتنا.
هذا لا يعني اننا آلات مبرمجة مسبقا لتحقيق غاية واوامر جيناتنا فقط، فنحن نمتلك هامش من الحرية تجعلنا نطور اهدافنا بعيدا عن اهداف الطبيعة، بامتلاكنا لتكنولوجيا المتطورة ربما يوما ما ستنمكن من تغير الحمض النووي لخدمة اهدافنا الانسانية بعيدا عن تطور والانتخاب الطبيعي الاعمى. وقد نستطيع العيش الى الابد والانتشار في الكون وبناء حضارات جديدة
المصدر
بقلم: اسامة زاهي خليل
Osama Khalil
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق