الخميس، 4 يونيو 2020

مخير ام مسير ؟ العلم يحسم المسالة



في عام 1985م  قام العالم بنجامين ليبيت بتجربة هزة اركان المجتمع الفلسفي والاهوتي واثارة ردود فعل وجدلا واسعا. سعى من خلال هذه التجربة الى التاكد من وجود الارادة الحرة، حيث قام بوضع خوذة على راس المتطوعين لقياس النشاط الكهربائي للدماغ، وطلب من المشاركين الضغط على زر لاقاف مؤشر الساعة  وتذكر الوقت الذي ضغط به على الرز لاقاف المؤشر. كانت النتائج صادمة، تم ملاحظة نشاط كهربائي في الدماغ قبل تشكل الوعي هذا يدل على ان الدماغ اتخذ قراره مسبقا قبل ان يدركه المتطوع.

في عام 2007 ، قام  جون ديلان هاينز ، عالم الأعصاب في مركز بيرنشتاين لعلم الأعصاب في برلين بتجربة اخرى باستخدام اجهزة مسح للدماغ اكثر دقة كانت التجربة تنطوي على عرض احرف وارقام عشوائية على شاشة حاسوب وعلى المتطوع الضغط على زر الايمن او الايسر وتذكر الرقم او الحرف الذي ضغط عنده، مرة اخرى نتائج الاشارات الكهربائية صادمة استطاع هاينز توقع استخدام المتطوع لرز الايمن او الايسر بدقة وصلت الى 60% من نشاط الدماغ قبل 7 ثواني من الادراك الواعي للمتطوع للقرار.


بما ان الارادة الحرة هي وهم، وان حياة الشخص لا حتمية ، فمصير الشخص يتحدد من ظروفه التى يحكمها بنية البيوكيمائية للدماغ وطريقة تفاعلها مع البيئة المحيطة نصل الى نتيجة غاية في الاهمية ان الانسان ليس مخير وليس مسير ايضا.


يقول باتريك هاغارد ، عالم الأعصاب في كلية لندن الجامعية: "نشعر أننا نختار ، لكننا لا نفعل ذلك".
لكن الفلاسفة والاهوتيين رفضوا النتائج بحجة ان الارادة الحرة لا تقتصر على اتخاذ قرارات بسيط كالضغط على زر، فقرر هاينز رفع مستوى التحدي هذه المرة طلب من المشاركين اختيار رقمين ليتم طرحهم او جمعهم الى سلسلة ارقام يتم عرضها على شاشة امامهم، وفي هذه التجربة استطاع التنبوء باختياراتهم قبل 4 ثواني من ادراك المشترك لقراره.

اخرين ذهبوا ابعد من ذلك، عالم الاعصاب والجراح إسحاق فريد من جامعة كاليفورنيا قامة بتسجيل نشاط مباشرة من خلايا الاعصاب وهي طريق اكثر دقة من التجارب السابقة التي استخدم بهاEEG  و FMRI  واستطاع توقع قرار المشاركين بدقة تصل الى 80% قبل بدء النشاط الواعي للدماغ بـ 1.5 ثانية.

كذلك امتلاكك لبعض الجينات " تدعى الجين المحارب " يرفع احتمال ارتكابك لجريمة قتل الى اربع اضعاف خلال حياتك، و الى ثلاثة اضاف في احتمال ارتكاب سرقة والى خمسة اضعاف ارتكاب اعمال عنف وثلاثة عشرة ضعف في احتمال ارتكاب جريمة جنسية يحمل الغالبية الساحقة من السجناء هذه الجينات98.1 % من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام .

نحن باصل نتاج التقاء اكواد من حمض النووي لوالدينا بشكل عشوائي تحدد صفاتنا التى لا نملك ارادة  في اختيارها يكفي ان كروموسوم واحد " Y " يحدد جنسك مدى حياتك، لكن الجينات ليست كل القصة، فادمان على الكحول او تعاطي المخدرات في مرحلة الحمل وتعرض الام للاجهاد له دور في طريقة التي سينمو بها الدماغ مثل تعرض الجنين لعنصر الرصاص يسبب تلف في الدماغ يؤدي الى انخفاض نسبة الذكاء عند الطفل في سن البلوغ.
ولأننا لم نختار العوامل التي أثرت في تشكيل بنية دماغنا ، فإن مفاهيم الإرادة الحرة والمسؤولية الشخصية تثير علامات الاستفهام كبيرة.  هل من المعقول أن نقول أن أليكس قام بخيارات سيئة ، على الرغم من أن ورم دماغه تسبب له بسلوك جنسي شاذ نحو الاطفال. لم يكن خطؤه؟ هل من المبرر القول إن المرضى الذين يعانون من الخرف الجبهي أو الشلل الرعاشي او شخص تعرض لاعتداء جسدي في صغره يجب أن يُعاقبوا بسبب سلوكهم السيئ؟
بما ان الارادة الحرة هي وهم، وان حياة الشخص لا حتمية ، فمصير الشخص يتحدد من ظروفه التى يحكمها بنية البيوكيمائية للدماغ وطريقة تفاعلها مع البيئة المحيطة نصل الى نتيجة غاية في الاهمية ان الانسان ليس مخير وليس مسير ايضا.

https://www.nature.com/news/2011/110831/full/477023a.html

هناك تعليقان (2):

Post Top Ad

إعلانك هنا
ااااااااااااااا

روابط الصفحات الاخرى