هنالك اكثر من 6 مليون ماسوني حول العالم لكن من هم وحل يخططون لشئ ما كل هذا الغموض الذي يحيط بهم هل هم اقوياء لهذا الحد، يعتبرها الكثيرون منظمة تهدف الى الغاء الديانات وتشجيع الالحاد وتسعى للقضاء على الاخلاق والسيطرة على العالم اما البعض الاخر يعتبرونها مجموعات من المنتسبين تشجع روابط الاخوة والتعاون والمسواة بين اعضاءها.
يقع اكبر محفل ماسوني في العالم في لندن حيث يعتقد انها بداءت في الظهور في القرن 18 في لندن لكن هنالك اثار لوجود محافل في اسكتلندا اقدم بمئة سنة من المحافل الموجودة في لندن، لكن هل هناك رابط بين البنائين الاحرار الجدد ( الماسونيون) و البناؤون الاحرار الذين كانوا في القرون الوسطى ماذا يربطعم بفرسان الهيكل الذين جاءوا لتحرير بيت المقدس ضمن الحملات الصليبية ام ان اصلهم فينيقيون ام ماذا.
فرسان الهيكل وهم كتيبة النخبة من الصليبين الذين وصلوا الي القدس لتحريرها. في الواقع بعد فشلهم تم الصاق جميع جرائم الصليبيين بهم وتم سجنهم وحرقهم احياء باوامر من الملك فوليب لوبيل " ملك فرنسا " بمباركة البابا انذاك لكن ما علاقتهم ببناؤون الاحرار المعاصرون. في الواقع لا يوجد اي وثيقة او اثار يثبت علاقتهم ببعضم البعض لكن من اين جاءت هذه الاسطورة التي تدعي ان الماسونيون ينحدرون من فرسان المعبد اغلب الظن انها من رواية كتبها اندرو رامزي قائد محفل الماسوني الكبير في فرنسا عام 1786م الذي ادعى ان فرسان الهيكل كان لهم مهمتين الاولى محاربة من اجل الاراضي المقدسة والثانية بناء الحصن واماكن الاقامة والعبادة.
هل ينحدر بنائيين الاحرار الحديثيين من بناؤون القرون الوسطى الذين بنوا الكاتيدرائيات الضخمة. في تلك العصور كان المجتمع منقسم الى قسمين الاول الاسياد والثاني العبيد والبنؤون الاحرار هي الطبقة الجديد التي انبثقت من طبقة العبيد حيث ان كل شخص يرغب بانظمام الى البنائيين كان يتم تحريره من العبودية ويصبح حر ومن هنا جاء اسم البناؤون الاحرار. كانوا يمارسون المهنة ضمن نظام هيراكلي ونظموا قوانين البناء والانتساب للاعضاء الجدد ومارسوا طقوس دينية ممزوجة باساطير الاولين. لكن هل استمروا حتى تاسيس الماسونية الحديثة عام 1917م، في الواقع مهنة البناء قد خرجت من تحت سيطرة بناؤون الاحرار القرون الوسطى واصبحت مهنة شائعة بعد انتشار الثورة الراسمالية واصبحت مهمة مقابل اجر. لكن من اين جاءت هذه الاسطورة ؟
عام 1717م ادعى قس يدعى جيمس اندرسون ان اول اجتماع انعقد للماسونية بين مجموعة من اصحاب مهنة البناء في حانة تعرف الاوزة و المشواة عام 1737م وتم اختيار الحبر الاعظم من بينهم وهكذا نسبت الماسونية الحديثة الى البنائيين الاحرار القرون الوسطى، لكن مرة اخرة لا يوجد اي اساس لهذه الرواية الا في مخيلة جيمس اندرسون وحده.
لكن من اين جاءوا الماسونيون الجدد؟ في القرن الحادي عشر انتشر نظام الاخويات وهي تشبه مؤسسات الخيرية اليوم كانت تسند وتدعم العمال او المزارعين وعائلاتهم في اوقات الديقى والظروف القاسية بمبالغ مجمعة من اعضاء هذه الاخويات. لكم سرعان ما اندثرت هذه الاخويات بحلول القرن 18 ببداية الثورة الصناعية التي شهدنها اوروبا وتحولت هذه الاخويات الى نوادي ثقافية جذبت جميع طبقات المجتمع الاوروبي العمال والنبلاء والاستقراطيين والعلماء والمفكريين و الموسيقيين واعضاء الجمعية الملكية الحاكمة وغيرهم حيث عصر النهضة قد بداء يتشكل في هذه الاوقات.
في الواقع لولا الماسونية لما توفر نظام لدعم الافكار العلمية التي بداءت في الظهور مثل اعمال نيوتن و داروين وغيرهم من علماء هذه الفترة حيث تم وضع الاساسات لتمويل الافكار الابداعية من تبرعات الجمعيات الملكية اصحاب المال والسلطة في هذه الحقبة اول حبر اعظم او معلم كبير كان دجون ديزاغولييه وهو من تلامذة انيوتن كان شغوفا بعلوم والمعرفة وهو من طلب من جيمس اندرسون عام 1721م وضع قانون الماسونية الاول الي كان شعاره الولاء لله وللكنيسة المقدسة، والاحتراز من الضلال والبدع.
وقد ورد في البند الأول من دستور اندرسن التنبيه التالي:
«في شأن الله والدين: على الماسوني، بحكم لقبه، أن يخضع للناموس الخلقي، فإذا أدرك حقيقة معنى الفن فلا يمكنه ان يكون ملحداً غبياً او مارقاً سفيهاً. ومع ان الماسونيين في العهود القديمة كانوا ملزمين، في كل بلد، بالإنتماء الى ديانة ذاك البلد او تلك الأمة اياً كانت فقد بات من المستنسب اليوم الا يُلزموا إلا بالدين الذي يُجمع عليه الناس قاطبة، على ان يحتفظ كل واحد بمعتقده الخاص، ومفاد ذلك ان يكونوا من اصحاب المروءة والإخلاص، ومن ذوي الشهامة والاستقامة، اياً كان المذهب الديني الذي يتميزون به
من اجل ترسيخ السلطة المعنوية لزعامات الماسونية الحديثة وضع شجرة عائلة الماسونيون الجدد حتى انه ادعى ان جذور الماسونية تمتد من اوئل الزعماء في العالم ابتداء من ادم عام 1865م غير محفل من بين محافل الماسونية الفرنسية اول فقرا المتعلقة بالدين والله في قانون الماسوني حيث ثورة الديمقراطية في فرنسا بداءت البروز ونشاة افكار العلمانية وضرورة فصل الدين عن الدولة هذا المحفل كان يدعى محفل الشرق الاعظم . سنة ۱٨٧٧، حُذفت الفقرة الثانية من المادة الاولى من دستور اندرسن، المشتملة على اعلان وجود الله. وقد علل المسؤولون في الشرق الاعظم هذا التعديل بأن الماسونية تحترم كل المعتقدات وكل الضمائر، ولا تريد بل ولا يمكنها ان تكون مؤسسة ذات طابع عقائدي محدد معظم محافل في العالم رفضت اعلان محفل الشرق الاعظم وثارت ثائرت الكنيسة وبداءت ترى في هذه المحافل تهديد لهيمنتها وسلطتها الكاثوليكية .
ملخص
لا يوجد ما يثبت اي علاقة بين الماسونية الحديثة وبناؤون او نحاتين القرون الوسطى او فرسان المعبد او الهيكل وان اول المحافل الماسونية قد ظهرت في اسكتلندا قبل لندن بمئة سنة وان هذه المحافل كانت بدايتها في القرن الحادي عشر كمنظمات اعانة متبادلة صغيرة اخدت تشتهر وتكبر بانجداب السادة والنبلاء والبلاط الملكي اليها وكذلك المهنيين والعلماء او المفكرين وجذبت بطقوسها الدينية الباحثين عن افق الروحانيات واستغل هذه المحافل من امثال ديزاغولييه وجعل لهم اصول ممتدة في عمق التاريخ ووضع لها قانون اخلاقي ميتافيزيقي لتنظيمها ومنحها سلطة معنوية والهية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق