الأحد، 21 يناير 2018

كيف نجت الثديات في عصر الديناصورات


في أوائل شتاء عام 1824م، القى  ويليام باكلاند William Buckland محاضرة في قاعة مكتظة بالحضور في الجمعية الجيولوجية في لندنكما العادة، كانت محاضراته كعالم طبيعة تجذب العديد من الحضور، حيث كان يرتد الزي الاكاديمي التقليدي. وتقول الشائعات أن باكلاند قد وضع يديه على العظام العملاقة وهو متلهف لاعلان عن اكتشافه الذي درسه لمدة تزيد عن 10 سنوات ...  وقال ان هذه العظام تعود الى سحلية عملاقة ، أطلق عليها اسم ميغالوسوروس Megalosaurus. وبذكك يتم الاعلان عن الديناصورات لاول مرة.
في ذلك اليوم، إعلان آخربذات الاهمية  يذهب دون أن يلاحظه أحدقام باكلاند باستشارة أكبر عالم للحفريات في وقته: جورج كوفييهوهو متفاجئ جدا، اكد له كوفييه أن الفكين الصغيران الذان وجدا مع العظام العملاقة تنتمي إلى أنواع من الثدييات، "وعلى وجه التحديد الجرابيات". اكتشاف مزعج، لأن المتخصصين كانوا يعتقدون أن الثدييات تعود إلى وقت جيولوجي احدث من ذلك بكثير.

    لقد كان يعتقد منذ فترة طويلة أنه في عصر الديناصورات، كانت الثدييات صغيرة الحجم وغير متنوعة. الحفريات الجديدة تكشف عن قصة أكثر إثارة للدهشة والتعقيد.

هذا يشير إلى أنه في وقت "السحالي العملاقة"، الثدييات كان لها تاريخ طويلوسوف تثير أسئلة كثيرة: متى ظهرة الثدييات؟ ماذا كان مصيرهم في ظل الديناصورات؟ اين تشكلت الثدييات، الفراء، والغدد الثديية، ودماغ كبير، ومجموعة معقدة من الأسنان وحواس حادة؟ ولماذا هيمنت على الأرض بحوالي 5000 نوع من الثدييات المشيمية، بما في ذلك نحن؟
ولسوء الحظ، فإن ندرة حفريات الثدييات القديمة منعت من معالجة هذه القضايا في القرن الذي أعقب مؤتمر باكلاندثم شهد القرن العشرين اكتشاف أسنان الثدييات القديمة بكثرةفعلى سبيل المثال، اكتشف علماء باليومولوجيون فرنسيون عددا كبيرا منهم في رواسب شمال شرق فرنسا، ولا سيما في سانت نيكولاس دي بورت الشهيرةوقد تسارعت الأمور اليوم  لدينا سلسلة مذهلة من الثدييات القديمة التي تم جمعها على مدى السنوات ال 15 الماضية.وبفضل هذه الحفريات الجديدة، يمكن للباحثين أخيرا أن يتتبعوا أصول مسار التطور الذي يبدأ مع الحيوانات الصغيرة التي تعيش في ظل ميغالوسوروس. حتى انتشار الثدييات الحالية
اعتقدوا علماء الاحافير أن اشباه الثديات Mammaliaformes واجهت ركود خلال معظم الحقبة الوسطى Mesozoic  التي امتدت بين (252 إلى 66 مليون سنة). خلال هذه الحقبة الجيولوجية الهائلة التي تشمل العصر الترياسي (252 إلى 201 مليون سنة)، والجوراسي (201 إلى 145 مليون سنة) و العصر الطباشيري (145 إلى 66 مليون سنة)، حيث قيل ان الديناصورات هيمنت، في حين اسلاف  ثدييات الموجودة اليوم عاشوا حياة خطيرة على الأرض بحثا عن الحشرات ...
ولكن سلسلة من مستحدثات اشباه الثديات التي وجدت في أجزاء مختلفة من العالم تتناقض مع هذه الصورة النمطيةتوضح قدرات التكيف العديدة التي كانت هذه الحيوانات تمتلكها، هذا يشير إلى أن نجاح الثدييات واسلافها التي سبقتها في البقاء يعود الى قدرتها على تنوع، والمرونة التي كانت موجودة بالفعل في ظل الديناصورات.

أصول متواضعة  للثديات

الثدييات هي الآن الفقاريات الأرضية أو البحرية التي تلد.  وهي تشمل في الوقت الحاضر ثلاثة أنواع: الكظاميات أو أحاديات المسلك والجرابيات التي تلد الأجنة في حقيبة البطن والثديات المشيمية التي تلد  داخل الرحم مثل جميع السلالات الحاكمة، تكون أصولهم متواضعة أول حيوان شبيه بالثديات  المعروف  بسينودونتس cynodonts او كلبيات الاسنان، وهي مجموعة من الزواحف الثديية المعروفة بمندمجات الأقواس   Mammalian Reptilesالتي ظهرت في حقبة البرمي العليا  Upper Permian (قبل 260 إلى 252 مليون سنة)اختفت كلبيات الاسنان في نهاية هذه الفترة، عندما قضى ثوران بركاني عملاق على جميع اشكال الحياة تقريبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

إعلانك هنا
ااااااااااااااا

روابط الصفحات الاخرى