ومع استمرار تقدم الابتكارات التكنولوجية بمعدل أسي ، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن النموذج الاقتصادي الرأسمالي غير قادر على إدارة الموارد بفعالية وتوزيع الثروة في ظل ظروف الوفرة المستدامة التي يتم طرحها الآن. سوف تتحقق زيادات هائلة في الإنتاجية والكفاءة في السنوات القادمة من خلال شبكة متكاملة من المنتجات الذكية (تسمى إنترنت الأشياء ) ، وتقنيات استغلال الطاقة المتجددة، ومشاركة الطاقة عبر الشبكة الذكية ، ولامركزية التصنيع من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد والتعليم المفتوح عبر الإنترنت وتطبيق اللامركزية في التمويل وكذلك العقود القانونية والحوكمة من خلال تطبيقات لبلوك تشين Blockchain، والأتمتة التدريجية للقوى العاملة ( احلال الالأت مكان العمال).
بدا كينز
متوقعًا بمستقبل تتقدم فيه الماكينات إلى حد توفير وفرة من السلع والخدمات
المجانية للبشرية - لتحرير الناس في جميع أنحاء العالم من العمل الشاق ، والدين ،
والعبودية لأول مرة. يفرض المنطق الرأسمالي أن روح ريادة الأعمال في السوق
التنافسية ستؤدي باستمرار إلى زيادة الإنتاجية وانخفاض التكلفة الحدية. التكلفة
الهامشية - تكلفة إنتاج وحدات إضافية من المنتج - هي محور التركيز ، حيث أن أصحاب
المشاريع والشركات يحققون أرباحهم من خلال تبادل (على الهامش) ؛ وعندما تقترب
التكلفة الحدية من الصفر ، كذلك يصبح السعر قريب من الصفر في ظل التنافس الحر.
آثار قرب التكلفة الحدية من الصفر يمكن بالفعل مشاهدتها تعيث فسادا في العديد من
الصناعات الإعلامية ، مثل الترفيه والاتصالات والنشر ، مع استمرار مشاركة المزيد
والمزيد من المحتوى وجعله متاحًا مجانًا عبر الشبكات الرقمية التعاونية.
تستعد أحدث
التقنيات في الوقت الحالي لدفع التكلفة الحدية إلى الصفر. مع تزايد إمكانية الوصول
إلى تقنيات استغلال الطاقة المتجددة بكفاءة غير مسبوقة ، ستنتج المنازل والمباني
الفردية بشكل متزايد الطاقة المتجددة الخاصة بها مع امكانية مشاركتها بحرية عبر
الشبكة توزيع الطاقة الرقمية الذكية. في الوقت الحالي. كمل ان تكنولوجيا بلوك تشين
التي تتيح انتاج عملات رقمية مشفرة ،
ستغير خيارات التمويل الى الابد بحيث يصبح من نظير إلى نظير Peer to Peer لعصر ما بعد البنوك، حيث يمكن إجراء
المعاملات الفورية لأي فئة إلى أي مكان على هذا الكوكب من دون أي رسوم معاملات
وبدون مشاركة طرف ثالث (على سبيل المثال ، البنوك). سوف تحل الروبوتات المتقدمة
وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي مكان البشر على نحو متزايد في جميع قطاعات
القوى العاملة. ستؤدي أتمتة العمل المأجور إلى زيادات كبيرة في الكفاءة في
الاقتصاد وتحرير البشرية في نهاية المطاف من المهام المالية لأول مرة. تتعهد
الطباعة ثلاثية الأبعاد على نطاق واسع بزيادة الإنتاجية الاقتصادية والاستدامة
بشكل كبير ، باستخدام عُشر مواد التصنيع التقليدي ، مع إلغاء الحاجة إلى الشحن
والخدمات اللوجستية بعيدة المدى من خلال تبادل الخطط الرقمية عبر الشبكات
المفتوحة. ومع استمرار هذه التقنيات في تحقيق معدل نموها المتسارع ، سيتم إنتاج
عدد متزايد من المنتجات والخدمات وتبادلها عبر شركة جانبية غير مقيدة ومجانية
التدفق وبكلفة هامشية قريبة من الصفر.
الكاتب : اسامة خليل
اسامة زاهي خليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق