هل للبشر جذور في مملكة الحيوانات

هل الانسان حيوان؟ ما الذي يجعلنا مميزين ؟ كان الاعتقاد السائد قديما على زمن ارسطو ان البشر يتمتعون بالقدرة الحصرية على التفكير بين جميع الكائنات الاخرى، اليوم بحسب مبادئ العلوم الاساسية  فان البشر يتنمون الى طائفة  الرئيسيات التي تضم الشمبانزي والبابون والغوريلا ... هذه الطائفة  بدورها جزء من مملكة الثديات.

نعم البشر حيوانات ترفض الاعتراف بذلك، ونصِر على اننا مميزون وفريدين في الوجود، لكن هذا الرفض لن يضعنا في موقف افضل، ولن يجعل حياتنا ذات معنى ! فنحنوا نتشارك شيفرة الوراثية مع جميع الاحياء على الارض من البكتيريا إلى نبتة النرجس، كذلك نتقاسم بنية نظامنا العصبي مع الحيوانات ذات الرتب الأقل مثل الذباب والديدان كما نتشارك مع الثديات الاخرى بالعديد من خصائص التشريحية منها لا الحصر تركيبة الانسجة واعضاء الحيوية والفراء او الشعر والغدد الثديية ، في الإناث ، التى تنتج الحليب لتغذية الصغار

 يتشارك البشر العديد من القدرات المعرفية مع الأنواع الأخرى ايضا، بما في ذلك التفكير وتكوين الذكريات، والمشاعر الأساسية مثل الغضب والتخطيط وتحديد الأهداف ، وتعلم القواعد، يبدو أن اللغة سمة لا يمتلكها سوى البشر. ومع ذلك ، فإن معظم الأجزاء المكونة للغة يتم تقاسمها مع الأنواع الأخرى .( المصدر هنا )

الا ان البشر تفوقوا على باقي الثديات في خوض الصراعات المميتة ففي دراسة نشرت في مجلة نيتشر ان حالات العنف التي تسبب في قتال افراد من نفس النوع قامت الدراسة على اكثر من 4 مليون حالة وفاة بين الاف الانواع من الثديات وصلت الى 0.3% بينما هذه النسبة ترتفع الى ستة اضعاف عند الرئيسيات التى تشمل البشر بدورها.

 جميع الكائنات ذكية بالقدر الذي يمكنها من البقاء ومواجهة الحياة،  فمثلا تبني القنادس سدودًا تُحوِّل مجرة المياه تماما عبر الغابات. النمل يبني المدن الضخمة تحت الأرض، حيث ينمي الفطر و يربي المن من اجل استخدام حليبها للغذاء. يستطيع الشمبانزي والدلافين والغراب وغيرهم استخدام الادوات بمهارة ( المصدر هنا )

 لذا فنحن لسنا الوحدين الدين نسخر الطبيعة لصالحنا. لقد خدع البشر أنفسهم منذ آلاف السنين بأنهم أكثر ذكاءً من بقية المملكة الحيوانية ، على الرغم من تزايد الأدلة التى تثبت العكس ، وفقاً لخبراء جامعة أديلايد في البيولوجيا التطورية.

تتفوق الحيوانات على البشر في الذكاء الاجتماعي والذكاء الحسي الحركي، مثل حيوان الكوالا  koalas، لها غدد خاصة تفرز مادة تحدد بها مناطقها. لا يستطيع البشر ، بحاسة الشم المحدودة لديهم استشعارها، او حتى قياس مدى تعقيد الرسائل الواردة في تلك العلامات. و يستطيع قرد الجبّون إنتاج عدد كبير من الأصوات المتنوعة - أكثر من 20 صوتًا مختلفًا مع معان مختلفة بوضوح تسمح لهذه التقنيات بالاتصال عبر المظلة الاستوائية للغابات.

ما يميزنا حقا عن باقي كائنات الحية الاخرى هو انتصابنا على قدمين فنتج عنه تحرير ايدينا ومنحنة القدرة على حمل والتقاط الاشياء و وفر لنا مجال روية اكبر وقلل من الطاقة الازمة لسير على اربع اقدام، كما اصبحت اكتافنا عموديا على العنق هذا يمنحنا مهارات بقاء لا تقدر بثمن في الصيد والرماية ، تم استغلال الطاقة التى وفرها التطور في تطويرالدماغ فاصبحت القشرة الدماغية لدينا اكبر من ما منحنا قدرات عظيمة مثل التخيل والابداع.

المصدر

المصدر