كيف يفسر كل من الدين والعلم الشر والخطيئة والموت، هل هم على وفاق ام ان كل منهم له تصوراته، ومنهجه واساسياته التي يبني عليها ادعاته.
الخطيئة والشر من منظور ديني
وفقا للاهوت المسيحي: يولد الانسان بخطيئة الاصلية التي ورثها عن ادم وحواء، عند عصيان ادم وحواء لاوامر اله، دخل الشر للعالم. تنص العقيدة المسيحية على التالي : إن والدينا الأولين ( ادم وحواء ) ... أخطئا ... فسقطا بهذه الخطيئة من صلاحهما الأصلي، وشركتهما مع الله، وبذلك صارا ميتين في الخطيئة، ومدنسين كلية في جميع وظائف وأعضاء الروح والجسد. ولكونهما أصل البشرية جمعاء، فقد سرى ذنب هذه الخطيئة، وانتقل نفس الموت بالخطيئة والطبيعة الفاسدة إلى ذريتهما جمعاء ... من جراء هذا الفساد الأصلي، فقد أصبحنا منحرفين بكل ما في الكلمة من معنى، عاجزين، على نقيض كل ما هو صالح، ميالين كلية إلى جميع الشرور، وارتكاب جميع الخطايا الفعلية.
فالبشر وفقا لمفهوم الديني اختاروا الشر بارادتهم الحرة وكنتيجة لاختياراتهم تم طردهم من جنة ليعيشوا على هذه الارض البائسة
اما العقيدة الاسلامية: فتقول ان الانسان يولد على فطرته الخيرة والشر هو نتاج سوء التربية والتوجيه، ومن اتباع هوى النفس، وغرائزها مع عدم اغفال دور الشيطان في حث الانسان للقيام بالشر.
الشر من منظور علمي
في الواقع الارادة الحرة هي وهم نحاول اهام انفسنا بها لنظهر بمظهر المسيطرين على كل افعالنا وقرارتنا وهذا ما تم تاكيده في اكثر من تجربة علمية (وهم الارادة الحرة .(المصدر هنا فالبشر كما الثديات الاخرى يمارسون الكذب والسرقة والقتل وغيرها من الافعال الشريرة التى فرضها عليهم التطور والتى تعتبر ميزات مكنتهم من النجاة والبقاء ( فهم سلوك البشر التدميري تابع من هنا ) . الحقيقة التي لا مفر منها هي أنه لا يوجد فعليًا أي سلوك إنساني معروف نسميه "الخطيئة" التي لا توجد أيضًا بين الحيوانات غير البشرية. لاحظ دي وال De Waal أنه عندما يسعى الشمبانزي الى تبرير اعمال القتل التي اقترفها فانه يقبل الوساطة والهدنة بتدخل طرف ثاني من اجل حفظ ماء الوجه. ( صنع السلام بين الرئيسيات ، ص. 238-39).
هذا لا يعني أن هذه الحيوانات تقترف الخطيئة او تكن اي قيمة لهاذا المصطلح. وبمقابل افعالها التي يمكن ان نشيد بها مثل عقد الصلح وغيرها من التصرفات الحميدة لا تدخل ايضا ضمن اطار الاخلاق والقيم البشرية الواهية التي نوهم انفسنا بها.
هذه الانماط السلوكية المشتركة بين البشر وباقي الكائنات الحية هي نتاج وجود اسلاف مشتركة بين البشر والحيوانات ورثنا عنها هذه الافعال. علاوة على ذلك ، يمكن إثباته من خلال التجربة وتماشيًا تمامًا مع النظرية التطور التي تفيد بوجود هذه السلوكيات لأنها تعزز بقاء وتكاثر الأفراد الذين يؤدونها. فبعد أن نشأت هذة السلوكيات (في نهاية المطاف من خلال الطفرة) ، فإنها تستمر لأنها مفضلة من قبل الانتقاء الطبيعي للبقاء. ولما كانت هذه السلوكيات موجهة لاجل بقاء الفرد والنجاح في عالم من الموارد المحدودة على حساب الآخرين فقط ، فمن الدقيق أن نطلق عليها ، في إطار موضوعي بالكامل ، وغير تحقري ، الانانية. الانتقاء الطبيعي يفرض السلوك الأناني على أنه ثمن البقاء في كل الكائنات الحية ، حتى أبسطها التي يمكن تخيلها. حيث تطور السلوك التعاوني أو الإيثار الذي يحمل بطياته مصلحة ذاتية للفرد من اجل بقاءه وتكاثره.
مصطلحات مثل الشر والخطيئة وجدت بعد ما فرض التطور على البشر القدرة على الاستنتاج وربط النتائج باسباب بغض النظر عن دقة هذه الاستنتاجات واساساتها والتي كانت بمجملها من نسج خيال الثقافي العالمي فالشر ليس له صلا بكائن خرافي " الشيطان " يحث البشر على اقترافه، الشر نسبي فعندما تمرض تتعرض للمعناة واّلم وقد تنتهي حياتك، لكنه خير وباب رزق لطبيب المعالج. قدرتنا على تجاوز الشر بارادتنا الحرة وارد فقط عند بذل جهدا كبيرا وبرغم من هذا الجهد نادرا ما تكون النتيجة ايجابية.
الموت بين الدين والعِلم
الموت بين الدين والعِلم
في المسيحية تمت معاقبة آدم وحواء بالموت
بعد وقوعهما في الخطيئة (تكوين 3: 17( .اما في الاسلام لم اجد تفسير لماذا محتوم علينا الموت. الا ان الحياة ابتلاء من الله وهي طريق لدار الاخرى. اما العلماء فلديهم اجابة اكثر قسوة عن سبب الموت لكنها دون شك ادق وشديدة الواقعية بعيدا عن تقديم الامال الزائفة.
إذا كان الغرض من الحياة هو الإنجاب وضمان بقاء الاجيال - وهذا هو منطق ما يسمى نظرية الجينات الأنانية - وهو البقاء بصحة
جيدة بما يكفي لانجاب الأطفال وتربيتهم ليصبحو قادرين على تكاثر. ولتستمر العملية الى ما لا نهاية. فالفرد هنا ليس ذو شان الاهم بقاء الجينات.
الموت ضروري لاحداث التنوع البيولوجي والوراثي في كائنات متعددة الخلية والمعقدة فالنسخ المتكرر للحمض النووي من اجل تجديد الخلايا يؤدي الى اهتلاك ال د ن ا DNA وبمرور الوقت تتضال امكانيات التجديد الخلوي وبتالي الموت، كان من الضروري حجز نسخة اصلية صالحة من الحمض النووي للفرد من اجل تمريرها لجيل القادم بهدف التكاثر وليس لاستخدام الخلوي اليومي.
ببساطة. لدينا مجموعة
متكاملة من الخلايا المتخصصة التي لديها قدرة
محدودة جدًا أو غير قادرة على الانقسام وتجديد نفسها . وتشمل هذه الخلايا العصبية في المخ والعضلة
النابضة في القلب والخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس. لا يمكنها تجديد نفسها، وهذا
هو السبب في أن تأثيرات الشيخوخة قد تكون أكثر أهمية وأكثر وضوحا في هذه الخلايا والوظائف
التي تخدمها.
بقلم : اسامة زاهي خليل
Osama Khalil
مصدر
المصدر
مصدر اخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق